التفسير المفيد لسورة النساء

فإن الله أرسل رسوله محمداً بالقرآن الكريم ، وأمره
بتبليغه وتبيانه للناس أجمعين ، فقال تعالى : ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ
لِلنَّاسِ مَا نُزِلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (١) وقد فعل ذلك على
أكمل وجه ، كما أنزل إليه من ربه عزّ وجلّ وبين منه ما احتاج أصحابه إلى
بيانه ، ثم تبعه الصحابة والتابعون ، وسلف هذه الأمة وخلفها في تبليغه للناس ،
وتتبع أسراره وبيان أحكامه ، وهو الذي لا تنقضي عجائبه ، ولا يحيط أحد
بأسراره وبيانه إلا من أنزله – له على نبيه محمد وهو المعجزة الخالدة
، والحجة الدامغة ، والبرهان الساطع، والدلالة الواضحة ، من عمل به أجر ،
ومن تمسك به فاز ومن سار على طريقه هدي إلى الصراط المستقيم
ولذا فإن من الواجب على أهل القرآن الكريم والمتصلين بدراسته تدبّر
معانيه، ومعرفة أسراره ، وتطبيق أحكامه