القانون الدولي المعاصر وازمة الدولة

يطرح هذا الكتاب موضوع (القانون الدولي المعاصر وأزمة الدولة) ، والذي يعد موضوعا واسعا وشائكا وهاما في آن ، من حيث أنه يتعلق بالشخص الأساسي في القانون الدولي، ومناط بناء المجتمع الدولي وأمنه واستقراره الا وهو الدولة. ولعل ما يُعطي للموضوع أهمية بالغة وحساسة ، كونه جاء لحاجة الفهم اللازم بين ما يشاع نظرياً بين الفينة والأخرى ضمن التصريحات المتعلقة بالصراعات بين الدول ، وبين حقيقة الأحداث الواقعة والفعلية في إطار هذه الصراعات ، والتي تطرح كثيرا من التساؤلات لدى الجميع كون ما يحدث هو مناف حتى للمنطق ، ويبرز السؤال ، أين هؤلاء مما اتفقوا عليه من ثوابت أطرها القانون الدولي ؟؟؟ خاصة في ظل ما شهده القانون الدولي وتطبيقاته منذ نهاية الحرب الباردة وحتى يومنا هذا، من تداعيات للتغيرات الدولية والعولمة والتطبيقات المنافية لهذا القانون ، والتي ألقت بظلالها على الدولة الوطنية سيادةً ووجوداً، لا سيما وأننا نراقب في أحيان كثيرة ما يشهده المجتمع الدولي من أحداث أغلب مجالها دول العالم الثالث، وخاصة منطقتنا العربية، أدت إلي بروز طروحات وصلت إلى حد القول بإمكانية اختفاء أنموذج الدولة الوطنية، أو أنموذج “وستفاليا”. الأمر الذي يطرح بالضرورة وجوب الوقوف بشكل فاحص على هذه العناصر الثلاث المترابطة: التغيرات الدولية وتداعياتها، والقانون الدولي المعاصر وتوجهاته، والدولة الوطنية ومصيرها، في زمننا الحاضر. وهو ما يحاوله هذا الكتاب.